ما هي مبادرة الخدمات الحكومية المتنقلة في الإمارات

أطلقت اللجنة العليا للحوكمة الرقمية في أبو ظبي مبادرة الخدمات الحكومية المتنقلة وذلك للتسهيل على جميع المواطنين الوصول إلى الخدمات الحكومية فماذا يعني مصطلح الخدمات الحكومية المتنقلة؟

تعني أنك تستطيع الحصول على جميع المعاملات الحكومية في أي وقت وفي أي مكان كنت حتى ولو كنت تريد الحصول على هذه المعاملات خارج أوقات الدوام الرسمية.

يمكنك البدء بتجربة هذه المبادرة في جزيرة الحديريات التي جعلت المحطة الأولى لانطلاق هذه المبادرة.

يستقبل المراجع من قبل موظفين مكرسين لتنفيذ طلبات المراجعين في أي وقت أتوا إلى هذه المحطة.

وستبدأ حكومة أبو ظبي بنشر المبادرة في محطات أخرى قريبا.

تنتمي المبادرة إلى منظومة “تم” لتعزيز جودة حياة سكان الإمارات.

آليات تنفيذ المبادرة

تقوم المبادرة على توفير خدمة سيارة “تم” ومركز خدمة “تم” المتنقل.

مع هذه الخدمة لم يعد ضروريا حضور المواطن شخصيًّا إلى الجهات الحكومية في إمارة أبو ظبي.

يمكن لكبار السن أو من هم هم من أصحاب الهمم من الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى مراكز هذه المبادرة أن يتصلوا على رقم مخصص لسيارة الخدمة وهذا الرقم تابع لمراكز اتصال حكومة أبو ظبي وبعد الاتصال تصل السيارة غلى مكان وجودهم لإتمام معاملاتهم دون الحاجة إلى مغادرة إماكن إقامتهم.

يضم مركز الخدمة قسما خاصا بانتظار المراجعين، وقسما لتيسير إنجاز معماملاتهم.

كما يتوفر قسم للخدمة الذاتية بحيث يستطيع المراجع تنفيذ معاملته وحده.

وتوجد أيضا ميزة “الخدمة من السيارة” حيث يمكن للمراجع تنفيذ معاملته دون الحاجة إلى مغادرة سيارته.

هل الحكومة الإلكترونية كلها فيها فوائد؟

السؤال الذي ربما سيتبادر إلى أذهان بعض الناس هو هل إذا تحولت الحكومات إلى المعاملات الإلكترونية في كافة معاملاتها سيكون أفضل، أم أن لها أدورا سلبية لا سيما في مجال المعلومات التي ستكون موجودة على الشبكة الإلكترونية وسط ما نسمع اليوم عن الهجمات السيبرانية التي تهدد الدول الكبرى، وتعد معركة حقيقية بينها، فكما سمعنا مؤخّرا عن معركة سيبرانية بين روسيا والولايات المتحدة، حيث تعرضت عدة مؤسسات حكومية أمريكية من مدة لهجماتٍ سيبرانية، اتهمت بها روسية، هذه الهجمات ليست مجرد تعطيل لموقع على النت بل هي كشف لأسرار ومعلومات الأشخاص والوثائق والملفات، فمن هذه الناحية لا نشك في أن لحكومات الإلكترونية من هذه الناحية فيها مغامرة ليست قليلة؛ ولهذا نسمع الآن أن أكثر الوظائف المطلوبة في الخليج هي التي تتتعلق بأمن البيانات وهذا المصطلح مرتبط بالأمن السيبراني الذي نتحدّث عنه، فإذا تمكنت الدول التي تتجه إلى الحكومات الإلكترونية من تحصين نفسها ضدّ هذه الهجمات فإننا وقتها سنقول إن الحكومة الإلكترونية ليست خطرة على المجتمع لا من ناحية الخطورة الفردية، ولا من ناحية المؤسسات العاملة ضمن الدولة.

ولعل الأمر الثاني يعد بسيطا من ناحية ولكنه ذو شأن بالنسبة لصحة الأشخاص، فالإنسان إذا صارت حياته كلها قائمة على أن ينفذ جميع الخدمات الحكومية وهو في بيته، فهذا يعني أن الحركة ستصبح نادرة في حياته اليومية، وأكثر الأمراض التي تعاني منها الحياة المعاصرة ترجع إلى قلة الحركة والأعمال المكتبية؛ ولهذا فإن على الحكومات نشر الوعي المرافق لتنفيذ الخدمات الحكومية عن طريق النت، وذلك بالتأكيد على أهمية النشاط اليومي الحركي، لا نشك أن الوقوف على الدور لتنفيذ معاملة حكومية يعد عقوبة للإنسان وسط عالم السرعة الذي نعيشه، ولكن علينا أن نحذر من أنه إذا أصبحت جميع الخدمات الحكومية مرتبطة بضغطة زر أضف إلى ذلك أن يكون عملنا قائم على الأزرار والشاشات، فربما نتشيأ من حيث لا نعلم، ما أجمل أن يرافق التطور الحضاري تطور في مجال الوعي الصحي وخدمة البدن الذي يتآكل من كثرة الجلوس وقلة الحركة، ما أجمل أن يستريح عقل الإنسان من هم تنفيذ الخدمات الحكومية، ليتفرغ لإنجازاته الذهنية ويطبق القول الذي حفظناه ونحن صغار العقل السليم في الجسم السليم، فالجسم والعقل مترابطان، وإذا كانت الحضارة المعاصرة تقول إن الأعمال الفيزيائية ستتقلص وسيصبح الإنسان متفرغا للأعمال الفكرية التي توجّه الآلات، فإن هذا العقل لن يكون نشطا ولن يكون منتجا إذا بقي الجسد هامدا خمولا معتمدا على الآلة من صبحه إلى ليله لا يفارقها ولا تفارقه، وختاما نقول لا شك أن الحكومات الرقمية نعمة كبيرة، وهي تطور في مجال خدمة الإنسان، ولكن شريطة ألا ينسى الإنسان حق جسده عليه بالحركة والنشاط البدني، والأهم ألا تخترق معلوماته الشخصية من قبل مجرمي النت.