حكاية الغاز المسال في قطر مصدر الطاقة والثروة

0

الغاز المسال مصدر الطاقة التي جعلت قطر على قائمة الأغنى في العالم فكثر يتساءلون عن كيفية بناء قطر لثروتها وكيف أصبحت أول دولة في إنتاج الغاز المسال مصدر الطاقة العالمي والثورة القطرية، وكيف فتحت هذه الثروة المجال لقطر لتلعب أدوارا سياسية واقتصادية في الشرق الأوسط خاصة وفي العالم كله.

فسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء بإيجاز على ثروة الغاز الطبيعي، ودور الغاز المسال في الازدهار الاقتصادي التي تعيشه دولة قطر، التي كانت تعد سابقا من أفقر الدول في العالم.

ما هو الغاز المسال:

عرفته الموسوعة البريطانية بأنه عبارة عن عدة مخاليط سائلة من الهيدروكربونات المتطايرة البروبين والبروبان والبيوتين والبيوتان، فهو كما ذكرت الويكيبيديا: عبارة عن غازٍ تم تحويله إلى سائل عن طريق تبريده أو ضغطه.بدئ باستعماله منذ 1860 مصدرا للوقود المحمول، وتوسع إنتاجه واستهلاكه للاستخدام المنزلي والصناعي على حد سواء منذ ذلك الحين.

وخصصت له في زمننا ناقلات ذات مواصفات خاصة وذلك لتسهيل نقله من بلدٍ إلى آخر

متى بدأ اكتشاف الغاز في قطر؟

بدأ اكتشاف الغاز في قطر مع اكتشاف النفط، ولكنه لم يبدأ في الدخول في العادئات إلى في مراحل متأخرة، فلم يكن في ذلك الوقت مصدر الرفاهية التي تعيشها قطر في هذه الأيام، ولم يكن يصدر كما هو الحال في هذه الأيام، فالنفط كان هو أول مصادر الطاقة إنتاجا، فقد اكتشف قبل الحرب العالمية الثانية وذلك سنة 1939، ولكنه لم يصدر إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية أي في سنة 1949.

وبعد مراحل من الزمن ومع بداية التسعينيات تطور إنتاج الغاز كثيرا وأصبحت قطر تمتلك ثالث احتياطي في ثروة الغاز على مستوى العالم، فبحسب إحصاءات 2017 فإن قطر تمتلك الآن قرابة 858 ترليون متر مكعب من الغاز.

حكاية الغاز المسال:

تمتلك قطر الآن أكبر مخزون للغاز في حقل الشمال، فبعد اكتشاف البترول في الأراضي القطرية، بدأت قطر بتصدير النفط إلى العالم، ولكن النقلة النوعية في الاقتصاد القطري، كانت في منتصف التسعينيات، حيث اتجهت الدولة إلى تطوير استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي، وبدأت بالتحول إلى ما يعرف الآن بمصطلح (الغاز المسال)، الذي بدأت أولى تجاربه في 1980، لكن المرحلة الذهبية في قطر كانت في منتصف التسعينيات.

تعد سنة 1997 النقلة النوعية لتصدير الغاز القطر المسال، ففيه صدرت الدول هذا الغااز إلى العالم الغربي،  وكانت الدولة الأولى المستوردة للغاز القطري المسال إسبانيا حيث استوردت في تلك السنة 160 مليون متر مكعّب.

وكما ذكرنا سابقا فإن الغاز بدون تحويله إلى غاز مسال يحتاج إلى أنابيب وتكاليف هائلة، ولهذا فإن الدول لجأت إلى تسييله حتى يسهل نقله عبر حاويات مخصصة له، وتقوم بنقله من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.

وبعد التطور الهائل في توفير الآليات الحديثة لاكتشاف الغاز في حقل الشمال وتوفير الأدوات التي تسهل عمليات التصدير إلى دول العالم، وصل احتياطي قطر من الغاز الطبيعي سنة 2011 إلى 25.4 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي 14 بالمئة نمن الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.

ولو أجرينا مقارنة تتبعنا فيها الخط البياني لإنتاج الغاز في قطر، لتوضح لنا أنه من سنة 1980 وحتى 1991 لم يتجاوز الإنتاح السنوي للغاز القطر حدّ الثلاثمئة ألف قدم مكعب، لكنه تجاوز المليون متر مكعب في سنة 2012.

هذا الغاز المسال استطاع أن يعوض ديون قطر التي اضطرت لاستدانتها مع بدء خطتها التطويرية والتحديثية في ميدان الغاز المسال، فمع بداية القرن الحادي والعشرين، ومع ازدياد الطلب العالمي على الغاز المسال في كثير من الصناعات بدأت قطر تعوض ما استدانته، وبدأت مرحلة الازدهار بالظهور فيها .

وبهذا استطاع الغاز المسال أن يصبح في المرتبة الأولى من العائدات المالية التي تحصلها الدولة، وتفوق على النفط، وذلك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

أهم أماكن إنتاج الغاز في قطر:

يُعَدُّ حقل الشمال الواقع في منطقة دُخان أحد أهم حقول الغاز في قطر وفي العالم أجمع،  وبعد الاستثمارات الضخمة التي قامت بها دولة قطر في هذا الحقل، بدأ الخبراء يحذرون من بدء انخفاض المخزون؛ ولهذا سعت قطر إلى وضع استراتيجيات مستعجلة للتأكد من كيفية الحفاظ على المخزون، وعدم تأثر الاحتياطي الغازي في البلاد، واستعانت لهذا الأمر بشركات دولية كبرى، وكانت شركة شل إحدى هذه الشركات، لكنها انسحبت بعد مدة واتجهت إلى الاستثمار في استخراج الغاز في أستراليا؛ ولهذا اتجهت دول كثيرة للمساهمة في تطوير الحقل، منها الإمارات، واليابان…إلخ.

وما يزال هذا الحقل هو الأهم في احتياطي الغاز على مستوى قطر والعال.

مستقبل الغاز القطري، ودوره في الطاقة النظيفة:

بحسب الدراسات البحثية المختصة بمجال الغاز، فإن قطر تمتلك ما يعادل 609 أضعاف حاجتها إلى الغاز، وبناء على هذه الدراسات والإحصاءات فإنه يقدر أن يبقى الغاز في قطر حتى 609 سنوات، وهذه كلها توقعات لا يمكن التؤكد من نتائجها المستقبلية، ولكنها تبيّن مدى الكميات الهائلة من ثروة الغاز التي تمتلكها دولة قطر.

الآن قطر تحتل المرتبة السادسة عالميا في إنتاج الغاز بناء على تقديرات سنة 2015 حيث قدرت تلك الدراسات إنتاج قطر من الغاز سنويا بما يزيد على 6 ملايين قدم مكعب.

اليوم يزداد الطلب على الغاز مع اتجاه الدول إلى قطاع الطاقة النظيفة، حيث يدخل الغاز في تكوين الغاز الأخضر، الذي يعد من المصادر النظيفة التي تتجه الدول بكثرة للاستثمار فيه، وذلك في ميادين تشغيل الكثير من الآلات، بما فيها السفن والطائرات، وذلك لأنه يحمل كميات منخفضة من الكربون.

إذن تبيّن لنا أن الدور الأكبر في ازدهار قطر كان عن طريق الغاز الطبيعي، ولكن ليس في مراحله الأولى، وإنما بعد تسييله، حيث بدأت قطر تتربع على قائمة الأعلى إنتاجا وتصديرا واحتياطا في العالم، وهذا جعل دخل الفرد القطري الأعلى عالميًّا.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد